القائمة الرئيسية

الصفحات

#غاده
#الجزء_الاول

بدأت رحلتها اليوميه تلهث وراء الاتوبيس
صعدت سريعا لتجد أحد الأماكن الشاغره فتنفست الصعداء ...
مر بائع التذاكر لجمع النقود
امتدت يدها بطريقه تلقائيه ببعض النقود المعدنيه و تناولت التذكره دون النظر إليه 
نظرت غاده من النافذه لترى سياره فارهه تقودها إحدى السيدات فى مثل عمرها تقريبا 
تسرح بخيالها و تغمض عينيها و تتخيل انها بمكانها 
عادت بأحلامها إلى ايام الجامعه و كيف كانت تستذكر دروسها و تتفوق كل عام 
كان لديها امال عريضه 
كانت دائما تسرح بخيالها الخصب انها ستصبح استاذه جامعيه عظيمة الشأن 
كانت تحلم بارتدائها لزى رسمى مرسوم منمق باهظ الثمن و بيدها حقيبه تعج بالابحاث العلميه
كانت تحلم بمكتب فخم ...طلبه يترددون عليها  بمكتبها و فى الطرقات ...و حتى باب الكليه 
كانت تحلم بأنها ستكون من الاساتذه المعاونين للطلبه و انها ستراعى ضميرها فى ارشادهم نحو التفوق و النجاح 
كانت تحلم بأن تتزوج استاذها بالجامعه و الذى دق له قلبها لاول مره بحياتها و أصبح هو محور حياتها كله 
كانت تحلم أن يراها و يشعر بقلبها عندما تصبح زميله له 
تفوقت غاده و حصلت على المركز الاول و لكن للاسف لم يتم تعينها بحجة أن القسم غير محتاج إلى معيدين بينما كان السبب الاساسي انها لم تكن ابنة دكتور بالجامعه 
لم تتوانى غاده فى البحث عن فرصة عمل بحثت و بحثت كثيرا إلى أن حصلت على هذا العمل بمرتب ضئيل 
تزوجت بإنسان اخر غير حبها القديم و عاشت كألاف النساء حياه عاديه 
أفاقت غاده على صوت السائق و هو يقول 
التحرير ...مين نازل التحرير ؟ 
جمعت غاده اشيائها ، ذكرياتها ، المها و تركت الاتوبيس لتتوجه إلى عملها 
تدخل الى غرفه تعج بالموظفين و المواطنين 
تجلس على كرسيها و أمامها عشرات الملفات التى يزدحم بها مكتبها و تنتشر الاتربه عليها و التى لم تفلح فوطه عم صالح فى تنظيفها 
تنكب غاده على الملفات محاولة التخلص من هذا الكم الهائل منها 
و لكن هيهات فكلما أنجزت بعضها أتاها غيرها 

دى مش طريقه شغل يا استاذ حمدى هو مفيش غيرى فى المكتب ده ؟

مالك يا مدام غاده ؟؟ 

كل ما اخلص شويه ملفات تجبولى غيرها 

امال عاوزه ايه سيادتك عاوزه تخلصيهم و تقعدى ؟؟ 

و اشمعنى انا يعنى ؟ ما الزملا قاعدين أهم محدش بيحط قدامهم ملف ؟؟

كل زميل من دول له شغله يا مدام ..انتى مش واخده بالك أنهم بيتعاملوا مع المواطنين و الا ايه ؟

واخده ...وواخده بالى كمان أنهم سايبين الناس تلف حوالين نفسها 

يا مدام خليكى فى حالك و ملكيش دعوه بحد من الزملا ...دى ادارتى و عارف ازاى اتصرف فيها 

بس ده ظلم و ميرضيش ربنا انا من اول ما بدخل مبرفعش راسي من على مكتبى و الشغل مبيخلصش برده 

و عاوزه ايه دلوقتى يعنى ؟؟ 

عاوزه العدل ...وزع جزء من الشغل ده على اللى قاعدين ينضفوا الخضار من تحت لتحت دول 

بقولك ايه ...انتى على طول عملالى مشاكل كدا ؟؟ لو مسكتيش و خلتك فى شغلك هحولك للتحقيق و اقول انك بتعيقى سير العمل 

انا اللى بعيق سير العمل ؟؟ طب انا عاوزاك تحولنى للتحقيق عشان احكى على كل البلاوى اللى بشوفها هنا 

احترمى نفسك انا ادارتى مفيهاش بلاوى و كلام فارغ من اللى بتقوليه ده يا مدام  و كلامك ده لو حاسبتك عليه هتكون العواقب وخيمه 

خلاص يا استاذ حمدى ..خلاص يا استاذه غاده صلوا على النبى يا جماعه الموضوع بسيط و مش مستاهل ...اقعدى يا مدام ربنا يهديكى 

جلست غاده و هى تشعر بالحنق الشديد و الظلم غير المبرر ...لماذا يضعها حمدى دائما فى رأسه و يعاملها معامله مختلفه عن اى زميله لها بالمكتب ...لماذا دائما يظهر اضهاده لها و لا يكلف نفسه حتى أن يوارى تلك العداوه الشديده 

جلست تحدث نفسها حابسه دموعها ...الى متى سأظل فى هذا العذاب يا الله ...فأنا غير مرتاحه لا فى عملى و لا بيتى ؟ 
ساعدنى يا الله فقد ضاقت عليا نفسي و لم اعد احتمل 
افكر فى الانتحار ليل نهار ...فهذه الحياه لم اختارها و لم أكن اريدها ..فرضت عليا فرضا و لا اجد مناص أو حل 
مضى اليوم على غاده و رأسها لم ترفع من ملفاتها 
جاء ميعاد الانصراف حملت غاده حقيبتها و أسرعت إلى مكتب الوقت لتبتعد سريعا عن مكان شقائها 
خرجت غاده من عملها و قررت انها لن تستقل الاتوبيس لأنها مخنوقه بشده ...
قررت أن تهيم على وجهها فى الشوارع إلى أن تصل إلى بيتها 
وصلت غاده بعد ساعتين منهكه القوى ، تشعر بالام شديده بكامل جسدها لترى زوجها ينام على الأريكة بكرش كبير يمتد لمسافة فوقه و فى يده جهاز تحكم التلفاز يتابع مباره كره قدم قديمه على إحدى القنوات الرياضيه 

ايه يا ست هانم اتاخرتى كدا ليه ؟؟ بقالى ساعتين قاعد مستنى الغدا 
نظرت غاده إلى عبداللطيف نظرة اسي دون أن تنطق بكلمه ...نهضت متثاقله إلى حجرتها لتبدل ملابسها ...و من ثم الذهاب للمطبخ لاعداد الغذاء
يتبع 

#دجيهان_عادل
#قصص_وحكايات_د_جيهان_عادل.
فضلا غير مسموح نقل أو نسخ القصه إلا بعد اذن الكاتب و الا سيعرض للمسائله القانونيه ..



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات