القائمة الرئيسية

الصفحات

#القبيحه
#الجزء_الثانى
كل يوم كنت اقرا كتاب لحد ما فى يوم كنت قاعدة زى عادتى بقرأ كتاب و سمعت صوت صريخ جاى من اوضه بابا و ماما 

انا فى الحالات اللى زى دى و لما بسمع اى صوت بفضل مكانى و مبتحركش برده لان كل اللى حواليا بيقرفوا من وجودى و بيتعاملوا معايا بأسلوب بيضايقنى 
لكن الصريخ زاد و حسيت بحاله هرج و مرج مش طبيعيه فى البيت كله 
فتحت باب اوضتى بالراحه عشان اعرف ايه اللى حصل 
سمعت ماما بتنادى و تقول متسبنيش يا قدرى ...متسبنيش يا حبيبي 
قلبى دب فيه الخوف ..ابويا بالرغم أنه  عمره ما اخدنى فى حضنه بس مكنش بيبص لى بصه وحشه بل ساعات كنت بشوف فى عينه الشفقه من ناحيتى و خصوصا لما امى و اخواتى كانوا بيتنمروا عليه و بينادونى بالدابه 😔
لما سمعت امى بتقول كدا قربت من باب الاوضه بس مجرأتش انى ادخل ...خفت ليقولوا لى زى كل مره انى وشي فقر و انى السبب فى كل حاجه وحشه بتحصلهم 
بس بصيت عليه و اخواتى التلاته واقفين جنبه بيعيطوا و امى مرميه على صدره و بتعيط 
كان نفسي اشاركهم اللحظه و اترمى انا كمان على صدره بس خفت 
واللى خفت منه لقيته فعلا و لقيت وليد اخويا لمحنى و راح طالع ذاققنى و قعد يقولى 
كله من وش البومه دى ...مجتش لنا المصايب الا اما شوفناكى
طبعا انا مقدرتش ارد عليه و لا انطق بكلمه واحده و دخلت على اوضتى جرى اعيط 

معرفش بعيط على ابويا و الا على حالى و الا خوفى من اللى هيحصل بعد كدا 
انا عارفه أن ابويا مكنش بيدعمنى بس برده وجوده اكيد بيفرق ، انا بيتهيالى أنه مرضيش يبيع المكتبه مخصوص عشان خاطرى و عشان عارف انى بحب القرايه و انها تسليتى الوحيده 
بابا توفى و كان الوقت حوالى عشره بالليل 
الدكتور جه و قالهم البقاء لله و كنت سامعه كل ده من ورا باب اوضتى 
اخواتى و ماما شغلوا قران و سمعتهم بيتفقوا أنهم يجيبوا مغسل الصبح و يدفنوا بابا 
قعدت على سريري و انا فى حاله عجيبه مش قادره اوصف الاحساس اللى انا حاساه لحد ما عينى راحت فى النوم 
حلمت بيه لاول مره فى حياته داخل عليا اوضتى و قعد جنبى على سريري و لمس ايدى ، بصيت له و بكيت من غير صوت 
اخدنى فى حضنه و طبطب على كتفى و قالى متخافيش 
قمت من النوم و حاسه بحضنه اللى عمرى فى الحقيقه ما اترميت فيه ...احساس جميل اوى يا ريتنى أحسه بصحيح 
خرجت اتسحب من اوضتى لقيت القران شغال و البيت كله نايم اخويا دخل نام فى اوضتى القديمه و اخواتى البنات اخدوا ماما و ناموا فى اوضتهم 
و لقيت باب اوضة بابا مفتوح و لقيته نايم و ملتمينه يعنى رابطينه بايشارب علشان بقه ميتفتحش و لافينه فى بطانيه و مشغلين عليه المروحه 
دخلت عليه و انا بقدم رجل و اخر رجل 
قربت منه و كنت لاول مره من سنين أقف قدامه و أتأمل فى ملامحه كدا 
بابا انا كنت محتفظه بصوره له و هو شاب صغير و كنت مخبياها تحت مخدتى بس بقالى كتير محققتش فى ملامحه 
شعره اللى ابيض ، التجاعيد اللى ظهرت على وشه ، كثافة الشعر اللى قلت فى دماغه 
مع انى عايشه معاهم بس مبقدرش ارفع عينى فى حد فيهم علشان مشوفش نظره القرف منى 
حتى لما كنت بروح المدرسه كنت بلبس نقاب انا اصلا لابساه من و انا فى إعدادى لأن العيال كانوا بيحدفونى بالطوب و كانوا مسمينى الوحش 
قربت من ابويا و بوسته فى جبينه ، شميت ريحته اللى معرفهاش ، اخدته فى حضنى و بكيت 
ياااا يا بابا ...اول مره اكون فى حضنك تبقى ميت ؟؟؟ كان نفسي فى الحضن ده من زمان اوى  
نمت جنب بابا و انا حضناه لحد الصبح و لما سمعت صوت طالع من اوضة اخواتى خفت ليشوفونى و جيت اقوم بسرعه لقيت  دعاء اختى لمحتنى 
انتى بتعملى ايه عندك يا دابه ؟؟؟ الحقى يا ماما الدابه كانت عند بابا جوه معرفش كانت بتعمل ايه ؟ 
ماما طلعت جرى تشوف بابا زى ما يكون انا كلت منه حته و راحت خابطانى على كتفى و قالت لى امشي من هنا 
رحت اوضتى و قعدت اعيط و مسكت المصحف علشان اقرا على روحه قران 
خلصت مراسم الدفن و العزا و طبعا ممنوع منعا باتا انى كنت اطلع فى وجود المعزيين 
تانى يوم لقيت ماما بتنادى عليا و دى كانت حاجه غريبه جدا 
قلت فى نفسي يمكن راجعت نفسها و صعبت عليها علشان بقيت يتيمه
اميمه 
نعم ...يا ...نعم 
تعالى عاوزاكى 
نعم 
ابوكى اللى كان بيصرف علينا مات و مبقاش لنا دخل حتى المعاش بتاعه حلنى على ما يطلع  ... انتى الوحيده اللى مخلصه دراستك و معاكى دبلوم ...اخواتك لسه فى الجامعه 
( انا اصغر واحده فيهم... اخويا وليد الكبير سقط كذا سنه فى كليه الحقوق ، دعاء فى تانيه تجاره و سناء فى تالته اداب )
ايوا يا ماما 
لازم تنزلى تدورى على شغل و تساعدى فى مصاريف البيت احنا مش هنعلفك على الفاضى 
و مين هيرضى يشغلنى بس ب ...
بمنظرك ده صح ؟؟؟ 
اايوه 
و الله اتصرفى أن شالله تشتغلى داده فى حضانه أو دورى على شغلانه فى مستشفى و اهو انتى لابسه النقاب بتاعك ده محدش شايفك 
حاضر ...هروح بكرا ادور 
و بكرا ليه ؟؟؟ انهارده احسن من بكرا 
حاضر هدخل البس و اروح 
و خرجت من البيت و ممعييش قرش فى جيبي بقيت الف على الحضانات و لما المشرفه تكشف وشي مترضاش تشغلنى 
لفيت على كذا مستشفى و برده نفس النتيجه 
تعبت اوى و جعت جدا من كتر اللف قولت اروح ارتاح و ابقى اكمل بكرا 
رجعت البيت هلكانه استقبلتنى امى و سالتنى عملت ايه ؟؟ 
قلت لها ملقتش اى شغل 
فضلت تدعى عليا و ياريتنى انا اللى مت و ابويا لا 
دخلت على اوضتى جرى و قفلت الباب ببص ملقتش المكتبه 
ايه دا ؟؟؟ الكتب راحت فين ؟؟ 
خرجت بسرعه زى السهم و قلت لها 
الكتب اللى كانت فى الاوضه فين ؟؟
بعناهم ....اهم جابوا قرش يساعدونا فى المعيشه ...عندك اعتراض و الا ايه ؟؟
دخلت الاوضه من غير ما ارد عليها بس كنت حاسه ان روحى اتسحبت منى 
حتى اعز ماليا استخسروه فيا و اخدوه منى 😔

يتبع ..
#دجيهان_عادل
#قصص_وحكايات_د_جيهان_عادل.
فضلا غير مسموح نقل أو نسخ القصه إلا بعد اذن الكاتب ...
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات